عالم الرياضة

ربما لم يكن يسمع أحد عن محمد أبوتريكة لاعب المنتخب المصري والنادي الأهلي قبل انضمامه للنادي الأهلي قادماً من نادي الترسانة منذ ثلاثة سنوات. إلا أن شهرة هذا اللاعب في هذه الفترة القصيرة فاقت شهرة جميع اللاعبين المصريين في العشرين سنة الأخيرة. هذه المقالة رداً على مقالة كتبها أحد النقاد الرياضيين بعد هزيمة الأهلي من الإسماعيلي 3-0 يوم 7 يناير 2007 بعنوان “أبوتريكة … عيط كمان وكمان”.

محمد أبوتريكة ابن قرية ناهية بالجيزة. قرية متواضعة طلعت لنا لاعيب متواضع، ما بيتصنعش التواضع وبعدين أول ما يفقد أعصابه يبان المستور، لأ، متواضع بجد. يمكن كتير فاكرين محمد أبوتريكة وصل للحالة دي بعد انتقاله للأهلي من باب شكر ربنا سبحانه وتعالى على انضمامه لأفضل نادي في أفريقيا وبالطبع لمنتخب مصر، وده طبعاً فيه جزء من الصحة، ولكنه ما بيحملش الحقيقة كلها.

تعالوا أحكيلكم وأحكي لنقاد مصر عن محمد أبوتريكة. طول عمره محبوب من زمايله من ساعة ما كان في الترسانة. طول عمره ملتزم في التدريبات وفي الماتشات. لما كانت إدارة نادي الترسانة بتوزع مكافآت على لاعبي الفريق كان محمد أبوتريكة بيتبرع بنصيبه لزمايله اللي محتاجين. من غير ما يقول، ومن غير يحرج حد ولا يجرح حد. طول عمره عارف إن الفلوس موش فلوسه، إنما مال ربنا رزقه بيه. عرفتوا ليه ربنا كافأه بإنه راح الأهلي؟

اسمعوا محمد أبو تريكة وهوه بيحكي عن يومه بيقضيه إزاي في النادي الأهلي. يصحى قبل الفجر، ويصلي الفجر. ولو فاته صلاة الفجر يبقى اليوم كله متغلبط وما فيهوش بركة. ده كلام محمد أبوتريكة موش كلامي. وبعدين يروح النادي الأهلي بدري، يفتح باب النادي مع حارس النادي ويكون أول واحد موجود في ميعاد التدريب. وبعد التدريب ما يخلص يقعد يتمرن لوحده على شوية مهارات عايز ينميها أو يقويها أو يحافظ عليها.

أما بقى الجديد اللي محمد أبوتريكة أضافه للملاعب المصرية فهو السجود. السجود اللي ما كناش بنشوفه تقريباً خالص في ملاعبنا. عارفين ليه؟ علشان كنا بنشوف لاعيبة تجيب جول من هنا وتشاور للنقاد أو الجماهير “على الجزمة”! علشان كنا بنشوف لاعيبة تجيب جول وتشق فانلتها! علشان كنا بنشوف لاعيبة تجيب جول و”تتف” على الأرض! علشان كنا بنشوف لاعيبة تجيب جول وتشاور لجمهور الفريق المنافس إنه يخرس! علشان كنا بنشوف لاعيبة تجيب جول وتشوح لمدربينها علشان مقعدينهم على دكة الاحتياطي.

ولما ارتقينا شوية بقى اللاعيب يجيب جول وبعدين يجري على زميله اللي بشره قبل الماتش إنه هيجيب جول ويحضنه. وبقى اللاعيب يجيب جول ويبوس الدبلة اللي في إيده علشان خطيبه واللا مراته هيه وش السعد.

أما محمد أبوتركية فراح الأهلي وهو مدرك تماماً قيمة الأهلي وشعبية الأهلي، فأدخل على الأهلي طريقة جديدة للاحتفال بالأهداف. السجود! جزمة إيه، وتف إيه، وفانلة إيه، وزميل إيه، ودبلة إيه؟ ييجوا إيه كل دول جنب ربنا سبحانه وتعالى اللي نقلني من قرية ناهية المتواضعة لنادي الترسانة، ومن نادي الترسانة للنادي الأهلي العريق. وبدل ما أخاف وأكش وأفشل في التجربة وفقني من أول ماتش وإداني الصحة والفكر اللي ألعب بيهم وأجيب بيهم أجوال. يبقى أسجد لربنا الأول وبعدين أروح أحيي الراجل اللي نمالي موهبتي وأثقلني، “مانويل جوزيه”. أشكر ربنا الأول، وبعدين أروح أشكر جوزيه.

لأ والأهم من كده، إن أبوتريكة حتى لو موش هوه اللي جاب الجول كان بيجري على محمد بركات أو عماد متعب أو محمد شوقي بعد ما يجيبوا جول ويشاور لهم هوه وعماد النحاس على الأرض، اسجدوا لله. بالسجدة دي، أبوتريكة بقى قدوة موش بس للاعيبة الصغيرين، لأ، ده بقت اللاعيبة اللي سبقوه في الملاعب واللي أكبر منه بييجي خمس وست سنين بيعملوا زيه، وبقينا نشوف معظم لاعيبة مصر لما تجيب جول تسجد بالواحد والاتنين والتلاتة. بقينا نشوف أهالي ونقاد بتتكلم في التليفزيونات على الهوا وتقول أخيراً لقينا لاعيب كورة ممكن نقول لأولادنا عايزينكم تبقوا زيه.

ورغم كل ده، ورغم إن محمد أبوتركية هوه اللي جاب أغلى جول في تاريخ الأهلي قدام الصفاقسي في تونس اللي جاب بطولة أفريقيا الخامسة للأهلي، إلا انك تلاقيه يقولك ده مجهود زمايلي. طالعة من قلبه، بيعنيها. موش زي غيره يقولك أنا اللي جبت الجول بس برضو لو ما كانش فيه واحد مررهالي ما كنتش هأجيبها جول.

محمد أبوتريكة بيتعرض وهيتعرض لحملات هجوم وتحطيم كاسحة في الفترة اللي جاية، فيا ريت جمهور مصر كلها يقف جنبه لإنه يستاهل، ولإن مصر تستاهل