سبقني صديقي ورحل

سبقني صديقي ورحل
تصعب على نفسي هذه الكلمات وتوجع صدري بصورة غير عادية ،،، فلقد انتقل يوم امس اثر حادث مروع صديقي وحبيبي (محمد) فهذا اسمه

وفي اليوم التالي صلينا عليه ودفناه وواسيت والدته رغم حاجتي الى من يواسيني ولكنها كانت صابرة وتردد انه الآن أحسن حالاً عند أرحم الراحمين سبحانه وتعالي...

مشيت بمفردي أتفكر فيه ودموعي لاتتوقف وتذكرت قوله لي ادعو الله لي، فحاولت ان ادعو... ولكن بماذا ادعو له فهو غير محاسب؟ وتمنيت لو أراه الآن لأسأله ان يدعو هو لي فما أحوجني لدعاءه .....

رحمه الله رحمة ً واسعة ...
اللهم جازه بالحسنات إحساناً ..
وبالسيئات عفواً وغفراناً
اللهم حرم بدنه على النار ...
واأدخلنه جناتك بغير جزاء ولا عقاب
اللهم اجبر مصاب أهله ..
وارزقهم الصبر والإحتساب ..
اللهم اخلفهم في مصيبتهم خيراً منها
اللهم ارحم جميع موتانا وموتى المسلمين ..
اللهم وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا إليه

( إنا لله وإنا اليه لراجعون )

الاخ العزيز محمد تقبل تعازينا في وفاة الفقيد ...

نسأل الله له الرحمة والمغفرة ...

اللهم اجعل قبره نوراً ...

اللهم اسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء ...

اللهم اجعله ممن يقول لهم ادخلوها بسلام أمنين ...

آمين يا ارحم الراحمين ...

اللهم امين

يا امير العذاب

كان في صحة وعافية
ينتظر الجديد من يومه .. ينتظر اللحظة القادمة
والمفاجآت الآتية
هذا صبح يجيء بوهجه وإشراقه
فما يلبث أن تطفئه غسقات الليل
وهذا ليل يحبو كشبح مخيف
فما يبرح حتى يقتله شعاع الفجر
هكذا هي حياتنا
صعود وانخفاض .. ومنعطفات ومسارات
سفر وحضر .. فرح وحزن
كان رحمه الله يسير من السائرين
ويؤمل مع المؤملين .. ويرحل بطموحاته مع الراحلين
كان يعيش مثلنا بآمال طويلة عريضة
وينسج بخياله مستقبله القادم
قابلته بعد إجازته فرحاً بشوشاً كعادته
جاء بحماس ونشاط
واستعد لعمله بسرور وطيب نفس
جالسته فحدثته وحدثني
ولم أنس حين قال بنبرة المتحمس: (اللهم بلغنا رمضان)
وقد بقي على الشهر الفضيل بضعة أيام
قلت: آمين
تفرقنا في نهاية دوام ذلك اليوم سوياً على أمل اللقاء في غد
وليتنا كنا ندري أننا لن نلتقي بعد هذا اليوم

اتصلت عليه مباشرة
رد علي اخوه .. سألته عنه
فقال بنبرة ملؤها الحزن والتوتر: البقااء لله

صدمت من هول هذا الخبر المفجع
لقد كان معي قبل أقل من أربع وعشرين ساعة
أخذت أردد: لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم
مرت أيام عصيبة بعدها .. أتذكر صاحبي فيها كل يوم مرات ومرات

(انتقل إلى رحمة الله .............. )
إنا لله وإنا إليه راجعون
شعرت بالحزن والأسى يجري في عروقي
وأحسست بنوبة من البكاء تجتاحني دون إنذار
يا لهول الفاجعة
وبدأت أدعو له بالرحمة والمغفرة
بدأت أشعر بغربة عجيبة
ووحشة تسري في أعماقي
أحدثت هذه الكلمات ضجيجاً في داخلي
ورحت أستذكر مواقفي مع هذا الذي يدعى الآن (ميت)
سبحان الله لقد خلعوا عنه كل الأسماء
وسمّوه بهذه الأحرف القاسية ( م ي ت )
أدينا الصلاة عليه وحُمل على الأكتاف وأسرعوا
وأنا أساءل نفسي هل المحمول هو فلان ابن فلان
وأتينا على المقابر
تلكم المساكن التي طالما نسيناها
وطالما أنزلنا فيها أحبابنا وأصدقاءنا وأقاربنا
دلفنا إلى حيث المقبرة المعدة
تأملت فيها .. حدقت النظر تجاهها
فيا لوحشة هذه الحفرة .. ولضيق مساحتها
كاد قلبي أن ينخلع وأنا الناس يُنزلون صديقي إلى قبره
وهم يقولون ( بسم الله وعلى سنة رسول الله )
أوّاه من هذه الحياة نجري فيها وكأننا مخلدون للعيش واللهو
وعلى كلٍ هذا هو مصير كل حي
ولكن الذي آلمني حقيقة .. وجعلني أشعر بنعمة العيش بعده

وقد كان يأمل ويتمنى بلوغ هذا الشهر مثلنا
وربما خطط ورتّب وأعدّ العدة للصيام والقيام
ولكن قدر الله كان أقرب

( إنا لله وإنا اليه لراجعون )

الاخ العزيز محمد تقبل تعازينا في وفاة الفقيد ...

نسأل الله له الرحمة والمغفرة ...

اللهم اجعل قبره نوراً ...

اللهم اسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء ...

اللهم اجعله ممن يقول لهم ادخلوها بسلام أمنين ...

آمين يا ارحم الراحمين

رحمه الله عليه

ان لله وان اليه راجعون

الله يرحمة والدنيا محدش هيفضل فيها ما يغلاش على اللي خلقة

» حوار مع صديقي الملحد