واشنطن بوست: الاخوان أصبحوا أكثر شعبية وانضباطا 29/8/2007
وصفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها جماعة الإخوان بأنها أصبحت الآن هي حزب المعارضة الأول في مصر في العصر الحديث وأنها أصبحت من وجهة نظر النظام المصري الحالي هي التهديد الحقيقي له
وقال التقرير إن مصر تصنف كأحد أكثر الدول قمعا على مستوى العالم وإنها منذ قيام ثورة 1952 لم يتغير شيئا في مصر رغم تعاقب ثلاثة زعماء على حكم البلاد في الوقت الذي لا تزال فيه عملية اعتقال المعارضين السياسيين مستمرة حيث
يتواجد الديمقراطيون والعلمانيون بجوار الإسلاميين في السجون والمعتقلات المصرية حاليا
وأشارت الصحيفة إلى نجاح الإخوان المسلمين في الفوز بـ 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب التي جرت قبل عامين وأشارت إلى أن الحكومة اضطرت للتدخل بقوة في المرحلتين اللاحقتين من الانتخابات لمنع حصولها على مزيد من المقاعد.
لكن الصحيفة استبعدت أن يقيم الإخوان حكومة دينية مستقبلا ونقلت عن عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بالجماعة قوله: إن الإخوان ليسوا سلطة دينية ولا يطمحون في إقامة حكومة دينية وإنما يشكلون الآن تحديا سياسيا ديمقراطيا للنظام الحاكم
وأشارت إلى خطاب للرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الذي قال فيه إن هناك مناطق كثيرة بالعالم تغلي بالعنف بسبب استبداد الأنظمة الحاكمة وإلى أن مصر تعد أحد تلك الدول التي خرجت معظم قيادات تنظيم القاعدة منها وأنه يجب إنهاء هذا الاستبداد وفق ما نقلت عن الرئيس الأمريكي
وقالت الصحيفة أن الإسلاميين في مصر أصبحوا الآن وبعد فترة كبيرة من الهدوء أكثر شعبية وانضباطا في حين أصبحت قيادات الحزب الحكام أكثر انعزالا عن الشعب
وأرجعت هذا إلى انغماس جماعة الإخوان منذ تأسيسها عام 1928 وحتى الآن في العمل الشعبي الخيري سواء في الريف أو الحضر مما مكنها من تكوين جذور راسخة لها وجذب العديد من الشخصيات الهامة من أطباء ومحامين وصحفيين وآخرين وهذا مكنها من تكوين قاعدة عريضة في النقابات المهنية والسيطرة عليها
ووصفت أعضاء المعارضة العلمانية في مصر بأنهم في النهاية حلفاء للنظام وأنهم قلقون من صعود المعارضة الإسلامية ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية إن النظام المصري يحاول دوما إخافة الغرب من الإخوان تحت زعم أنهم لا يحترمون الدستور وأنهم ينوون إقامة دولة دينية
وفي هذا الإطار أشارت إلى ما قاله محمد كمال عضو لجنة السياسات والمتحدث الرسمي باسم الحزب الوطني من أن جماعة الإخوان تهدف لإقامة دولة دينية تستند إلى القرآن والسنة وأنه يخشى على حقوق النساء إذا تولوا الحكم وأن قواعدهم الفكرية رجعية جدا حسب تعبيره
في حين أكد مجدي عاشور عضو الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب أن الجماعة قلقلة بسبب تزايد الاعتقالات في صفوفها وحذر من أن استمرار هذه الاعتقالات قد يخلق حالة مجابهة مفتوحة بين الطرفين إلا أنه نفى أن تولد حملة الاعتقالات حالة من العنف المضاد ضد النظام من الإخوان.
وفيما يتعلق بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في حال تولي الإخوان، أكد عاشور أن أحكام الشريعة الإسلامية مطبقة بالعديد من الدول الإسلامية كالسعودية وإيران ودول أخرى
فيما نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان ما يقال عن أن جماعات العنف الإسلامي وحتى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تأثروا بفكر الجماعة التي وصفها بأنها تنظيم دولي
وتطرقت الصحيفة إلى التعديلات الدستورية الأخيرة التي ألغت الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات ودسترت حالة الطوارئ ومهدت لإصدار قانون مكافحة الإرهاب
وأشارت إلى وصف منظمة العفو الدولية لتلك التعديلات بأنه يقصد بها إقصاء جماعة الإخوان من العمل السياسي وأن هذا يشكل تهديدا خطيرا لحالة حقوق الإنسان في مصر
ولفتت إلى أن الإخوان لا يثقون في النوايا الأمريكية ومشاريعها الديمقراطية سواء في مصر أو بالشرق الأوسط وإن أكدت أن الجماعة لا تمانع في فتح قنوات حوار واتصال مع الجميع