خصم 200 مليون دولار من المعونة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ماذا تريد واشنطن من مصر؟.. هل يريدون إذلالنا؟.. هل يريدون تركيعنا أم أنهم يعدون العدة لحلقة جديدة من حلقات التآمر علي المنطقة يكون محورها 'مصر' هذه المرة؟!
يوم الأربعاء الماضي وافقت لجنة الاعتمادات بمجلس النواب الأمريكي علي احتجاز 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقررة لمصر العام المقبل. وقد اشترطت اللجنة ثلاثة شروط أساسية للإفراج عن هذا المبلغ هي:
? إصلاح مصر لنظامها القضائي ? وقف انتهاكات الشرطة المصرية لحقوق الإنسان ?وقف تهريب الأسلحة إلي غزة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقبيل التطرق لمناقشة هذه الشروط الثلاثة التي طرحها الكونجرس كشرط لتقديم المبلغ المحتجز من المعونة، اسمحوا لي أن أستعرض بعضا من فقرات الحديث الذي أدلي به سعد الدين إبراهيم إلي صحيفة 'الدستور' الأربعاء الماضي.
لقد تحدث رئيس مركز 'ابن خلدون' عن أسرار اللقاء الذي عقده جورج بوش علي هامش مؤتمر براغ للأمن والديمقراطية مع 15 شخصية من عملاء واشنطن في المنطقة العربية وخارجها.
قال سعد الدين إبراهيم الذي كان حاضرا الاجتماع لقد قلت للرئيس بوش: 'إن أضعف الإيمان هو أن تكفوا عن مساعدة المستبدين العرب، وإذا كان لابد من مساعدة البلاد العربية فعليكم أن تجعلوا هذه المساعدات مشروطة بجدول زمني للإصلاح السياسي'.
وقال: 'لقد سألني بوش، وكيف ترد إذا قيل إن هذا يعد تدخلا في الشأن المصري، فأجاب سعد: لقد قلت له تقديم المساعدة هو أيضا تدخل وكل ما هنالك أنك تطلب مقابلا من أجل الشعب المصري، وما يطالب به المصريون أنفسهم من إصلاح سياسي هم في حاجة إليه، وبالتالي أنت تطلب ما يطالب به المصريون أنفسهم!!
واستكمل سعد إبراهيم حديثه قائلا: هنا استدعي بوش 'ستيف هادلي' مستشار الأمن القومي الأمريكي لتدوين الملاحظات التي أبديتها.
ويقول سألني بوش عن موقف الأجهزة الأمنية من الإصلاح الديمقراطي والتوريث فقلت له: لا يستطيع أحد في مصر سواء في الإعلام أو في المنتديات العامة أن يثير هذا الموضوع، وهذه الأجهزة هي جزء من الشعب المصري وأغلبيته ترفض نظام مبارك وترفض التوريث خصوصا.
وقال: لقد قلت للرئيس بوش لن يستجيب النظام في مصر للشروط المطلوبة إلا بتعليق جزء من المساعدات، وقال: هنا أشار بوش لمستشار الأمن القومي أن يدون هذه الملاحظة.
وأخيرا عندما سألت 'الدستور' د. سعد الدين إبراهيم: وهل تري أن تعليق المساعدات فكرة مجدية؟ رد بالقول: 'وهل عندنا أسلحة أخري في مواجهة نظام لا يتجاوب مع مطالب المعارضة 'دي قشاية لازم نتعلق بيها' والنشاط السياسي يجب ألا يترك طريقا إلا ويسلكه'.
إذن.. بماذا نسمي هذا الكلام سوي أنه تحريض يرقي إلي حد الخيانة ويستوجب مساءلة صاحبه أمام الجهات القضائية المختصة، خاصة أنه لم تمض أيام قليلة إلا وكانت واشنطن تستخدم هذا السلاح في مواجهة مصر.
ويخطئ من يظن أن أمريكا جادة في تبني أجندة الإصلاح داخل مصر أو خارجها، فالحقائق تثبت كل يوم أن السياسة الأمريكية والديمقراطية نقيضان وأن تجربة العراق هي خير مثال علي ذلك، وأن المطلوب صراحة هو تحويل مصر إلي أداة طيعة في يد العدو الصهيوني والأمريكي.
لقد تحدث الرئيس بوش في خطابه أمام مؤتمر الأمن والديمقراطية مؤخرا قائلا: 'إن الولايات المتحدة تحث حلفاءها في المنطقة مثل: مصر والسعودية وباكستان للتحرك نحو الديمقراطية ومواجهة التطرف وإسراع الخطي نحو الإصلاح، وسنواصل الضغط علي تلك الدول حتي تغير نظمها السياسية وتستمع إلي أصوات المعارضة.
والمعارضة التي يقصدها بوش، ليست هي المعارضة الوطنية والقومية والأصولية المعادية للسياسة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فهؤلاء هم الأعداء، ولكنه يتحدث عن معارضة 'العملاء' من أمثال سعد الدين إبراهيم وغيره ممن تحتضنهم الولايات المتحدة في المنطقة العربية.
هؤلاء هم الذين طالب جورج بوش باتخاذ خطوات جديدة لدعمهم ومنحهم الأموال من صندوق أمريكي خاص تم تأسيسه وكذلك تكليف سفراء أمريكا فيما أسماه بالدول الشمولية لفتح قنوات للحوار معهم.
إذن القضية ليست إصلاحا ولا ديمقراطية، لكنها محاولة لتعميم النموذج العراقي، نموذج المذهبية والطائفية والعرقية، نموذج القتل والتعذيب والاغتصاب ومحو الهوية وتخريب البنية التحتية والقيم ونهب الثروات وسيادة ثقافة اللاقانون إذا كان هذا هو النموذج الذي يريده بوش، وأعتقد جازما أنه هو، فنحن نقول هنا ومن خندق المعارضة أننا نرفض الأجندة الأمريكية والضغوط التي تمارس علي النظام الذي نختلف معه جذريا، لكننا نرفض وبكل قوة أن نقف في خندق الأعداء شامتين أو محرضين أو مؤيدين.
إن أمامنا هنا تجربة العراق، عندما راح البعض يتباكي باسم الحرية طلبا لعون الأجنبي، فإذا بالأهداف تلتقي وإذا بالأيام تكشف أن دعاة الديمقراطية وخصوم الرئيس صدام حسين ليسوا سوي مجموعة من الخونة والعملاء مهددا الطريق أمام جيش الاحتلال لتمزيق الوطن واحتلال الأرض وقتل وتشريد ملايين العراقيين.
إننا ونحن نرفض التدخل الأمريكي السافر في شئون البلاد، نجد أنفسنا أيضا منحازين إلي المطالب الشعبية المشروعة من إصلاح وديمقراطية وتداول سلطة ومكافحة للفساد وتبني سياسات تنحاز إلي مصالح الفقراء ومصالح الوطن.
إن النظام المصري الحاكم مسئول عن تردي الأوضاع في البلاد والتجاوزات التي تجري علي أرض المجتمع هي حقائق وليست ادعاءات، ولذلك يجب الاتفاق علي أجندة حقيقية للإصلاح تحقق الحريات وتسمح بتداول سلمي للسلطة وتحافظ علي كرامة الإنسان وحقه في التعبير والتظاهر السلمي وتصون القضاء ودوره واستقلاليته.

منقوووووووووول

موضوع رائع

نتظر المزيد