لماذا أشعر وكأن لا شيء سيجعلني سعيدا ؟ د.مها فؤاد

لماذا أشعر وكأن لا شيء سيجعلني سعيداً، أبداً؟

أنتبه ..... هذا حديث نفسى سلبى ..

لدي شعور باليأس لا ينصرف عن أحاول فعل أشياء مختلفة ولكنني أبقي غير راض وغير متحمس. في بعض الأحيان أشعر بملل شديد لدرجة أنني أعتقد بأنني سأُجن. لا يمكنني أن أجد متعة أو إحساساً بمعني للحياة لست قادراً على التمتع بالأشياء التي من المفروض انها ممتعة وأشعر بأن أشياء أقل وأقل تمنحني البهجة.إذا اكتسبت فجأة القدرة على أن تصبح غير مرئي فإنك ربما ستكون مبتهجاً ومع ذلك لنفترض أنك اكتشفت أن كل شخص آخر على الكوكب لا يمكنه فقط أن يصبح غير مرئي ولكن يمكنه أيضاً الطيران الآن أنت لست سعيداً جداً في الحقيقة أنت تشعر بالغُبن ولا يمكنك حتى التمتع بهبتك الجديدة لأنك غاضب.

هذا المثال يعكس تفكيرك بأغلب جوانب حياتك ويسهب عقلك في التفكير بما لا تمتلكه وليس بما تمتلكه أفكارك ليست حول أين أنت موجود ولكن حول أين أنت غير موجود لأنك غير قادر على الاستمتاع بما تمتلك فعقلك مليء بالاضطراب وباهتمامات ثانوية.أنت غير قادر على الاستمتاع بالحياة لأنك غير قادر على الاستمتاع بالأشياء الموجودة في الحياة إن الأمر حقاً بهذه البساطة وبما أنه ناجم عن عدم القدرة على توجيه انتباهك نحو موقف محدد فإن عقلك يتجول باستمرار بين الماضي والمستقبل ولكنه ينزلق فوق الحاضر لقد فقدت القدرة على ممارسة أي شيء بشكل كامل دون تشتتت وتشويش فعقلك يبعدك عن ما يجب أن تستمتع به عندما تتناول وجبة طعام فإنك تفكر بالاجتماع الذي حضرته سابقاً بدلاً من أن تستمتع بدلاً من أن تستمتع بكل قضمة وتتذوق النكهة.عندما تجد أن الأمر يزداد صعوبة في اشتقاق البهجة والسرور من الأشياء فإنك تبالغ في الإنزعاج من التجارب حيث يكون التباين مع السرور كبيراً جداً على سبيل المثال ربما لا تخلع حذاءك حتى لو كان يؤلمك لأنه كلما زادت مدة الإنزعاج ستبدو السعادة أكبر.

السعادة ليست شيئا يكتسب أو يحرز ولا يمكن البحث عنه أو اكتشافه السعادة يمكن فقط أن يُكشف عنها الغطاء هذه الوجهة المحيرة ليست موجودة في الخارج بل في الداخل جاهزة لكي يطلق سراحها بالتأكيد لا يمكنك ابتكار السعادة عن طريق التكرار لنفسك: " أنا سعيد ".هذه حلقة يصعب التحرر منها عندما تشعر بانزعاج فإن محاولتك بالذات لكي تشعر أفضل تجعلك عادة تشعر أسوأ عندما تحاول ان تقوم بأشياء مرحة فإنك تحصل على متعة قليلة لأن الأحداث منفصلة أنت غير قادر على إمتاع نفسك لأنك تعرف بأنك ستُحبط عندما تنتهي المتعة ولا تريد أن تحصل على الكثير من المتعة وتضع كثير من التوكيد على الحدث لأنه أحد الفرص القليلة التي تحصل عليها للمتعة هذا يخلق ضغطاً وقلقاً في الوقت الذي يجب أن يكون مُسبباً للإسترخاء وممتعاًً. إن السبب في أنك حزين هو في المقام الإول أنك صادفت خيبة أمل ولا تريد أن تُعرض نفسك لخيبة أمل إضافية لذا فإنك لا تبحث عن فرص جديدة للتطور والمتعة.طالما أنه يوجد فجوة بين أين أنت وأين تشعر بأنك يجب أن تكون فستكون بائساً وحزينا في عطلة نهاية الأسبوع من المحتمل أن تكون بمزاج أفضل من خلال الأسبوع. حتى لو كان نشاطك نفسه. الاختلاف هو أنك في عُطلة نهاية الأسبوع من المفترض أن تفعل شيئاً آخر لذا فأنت حر في الاستمتاع بنشاطك بدون شعور بالذنب وخلال الأسبوع تشعر أنه يجب عليك أن تعمل شيئا أخر.في الوقت الحالي فقط تخلي عن جميع أهدافك وخططك من أجل نفسك وحياتك. لا تحاول أن تكون أي شيء آخر أكثر مما تكون أنت. واعلم أنه لا بأس في أن تكون بدون عمل فنحن في النهاية كائنات بشرية ولسنا كائنات أعمال إن تحرير نفسك من عبء " يجب على أن ... " يتيح لك أن تركز على أين أنت الآن وطالما تشعر بالرضا والقناعة بأين أنت اليوم عندها يمكنك البدء بوضع الخطط للغد.ساعد شخصاً غريباً. إن أسرع وأفضل طريقة للتخلي عن الشعور بالأسي نحو نفسك هي بأن تركز على حاجات شخص آخر أخطو بعيداً قدر استطاعتك خارج عالمك العادي. إذا كنت نادراً ما تُقدم على الذهاب إلي مركز المدينة فقم بذلك الآن اعرض خدماتك على مركز شباب بمساعدة الموظف على التفاعل مع المراهقين الذين ينتفعون من هذا المركز. إذا كان يوم عملك ذو إيقاع نموذجي سريع فأقض باقي الوقت في دار رعاية مسنين وقم بزيارة المواطنين المسنين الذي يُقيمون فيه إحدى أعظم الهِبات التي يمكنك تقديمها هي ببساطة أن تستمع إليهم وتجعلهم يعرفوا أنك كائن بشري آخر يهتم بما إذا عاشوا أو ماتوا.

كل يوم ولبضعة دقائق فقط تقبل فكرة أنك تعبت من الصراع وتعبت من محاولة أن تكون شخصاً آخر. هذا يوازن حياتك ويتيح لك بأن تستمتع حيث أنت وأن تسعي وراء ما تريده حقاً فقط وعندما تكف عن الصراع من أجل أين يجب أن تكون، عندها يمكنك أن تستمتع حيث أنت.

رأيكم يهمني. مع تحيات مها فؤاد (مطورة الفكر الإنساني)

لمحات عن الدكتورة .مها أحمد فؤاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]afouad.blogspot.c

om

» لماذا أشعر بالحاجة للوصول مبكرا ؟ د.مها فؤاد
» لماذا أشعر بأنني أخدع الناس ؟ د.مها فؤاد
» حصريا حسين الجسمي وكأن الفراق من مسلسل بعد الفرلق