[url=][/url]
يعتقد الرئيس مبارك انه انقذ مصر .
لم يشعر مرة واحدة بأنه لايصلح للاستمرار .
ولم يفكر مرة في الاستقالة رغم ان كل المؤشرات تقول ان مصر الان محبطة..وعاجزة..وتعاني من عدم كفاءة نظامه.
مبارك مغرم بفكرة الاستمرار والطيران تحت الرادار. اختفت فكرة معبود الجماهير ومثير احلامها.وتسربت درجة درجة..فكرة قائد القافلة الناجح في تفادي الصدمات.تسميها البروباجندا المحيطة: حكمة.وعقلانية.
لكنها اساسا علامة علي اختفاء الافكار اللامعة بعد اسابيع قليلة من تمكن مبارك من كرسي الحكم.
وأخيرا رفعت الصحافة السقف .. ووصلت الي حدود "شتيمة" الرئيس وعائلته.. وربما يكون هذا اول خيط في الديمقراطية.لكنه ليس كل شيء..الشتيمة تهز قداسة اعلي رأس في الدولة.لكنها لاتعني تغيير العلاقة بين الرئيس والشعب.او بين النظام والدولة.
تغيير هذه العلاقة خط احمر.
حلم صعب .
ومانشيت محرم علي الصحافة.
الصحافة حتي الان تلعب في ملعب الشتيمة.هذه زهوتها.وحائطها المسدود.
لديها حلم اكبر من التخلص من الرئيس مبارك .
لكن المشكلة ليست في تغيير الرئيس مبارك بشخص غيره ايا كان هذا الشخص: جمال مبارك او عمر سليمان او رجل مجهول سيظهر فجأة ليلة اختفاء مبارك.
المشكلة الحقيقية هي تغيير النظام.
اقصد:النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
النظام الحالي اصبح روبابيكيا.رموزه السياسية والاجتماعية وحتي الدينية اصبحت تنتمي الي عالم قديم لاتحتفظ به الا دول عاجزة عن الحركة.. لا يتخيل الرئيس بعد هذه السنوات الطويلة في الحكم انه مجرد موظف بالانتخاب لخدمة المجتمع.
وبعد ان كان زاهدا عن التدخل في كل شيء.اصبح موجودا في كل شيء..حتي ان انصار عماد الجلدة وهم يحطمون المحكمة التي حكمت بسجنه هتفوا هذا الاسبوع:" يسقط حسني مبارك" هتاف غريب من اتباع نجم سياسي صنع في الحزب الوطني بأجياله المختلفة:الحرس القديم والجديد.
لماذا انتشر بين فرقة مشجعي عماد الجلدة فكرة ان الرئيس هو المسئول عن سجن زعيمهم..؟ كيف اصبح الرئيس طرفا في واحدة من الحروب الصغيرة التي يتصور صاحبها انه ضيحة الاطاحة به من اجنحة في الحزب الحاكم..؟
هل صغرت الدولة لتصبح طرفا في معارك صغيرة...؟
ام ان الدولة التي تجمدت مؤسساتها عند درجة الصفر لم يبق منها سوي الرئيس..الذي لا يمكن ان يجبره قانون علي الاستقالة ..حتي لو اصبحنا قادمين علي فوضي ..غير خلاقة..؟!